بدلا من أن نناشد العرب والمتعربين التنديد والوقوف ضد المؤامرة الاسرائيلية لتهويد المقدسات الاسلامية واقتحام المسجد الاقصى على يد جماعات اسرئيلية متشددة نقول واخيبتاه من هذا الصمت العربي السافر والمزري بحق فلسطين وبحق المقدسات الاسلامية... صمت لم يسبق له مثيل وإن كنا قد إعتدنا عليه ليس تجاه القضية الفلسطينية فقط بل تجاه العديد من القضايا التي أصبح العرب وخصوصا القادة منهم يخشون التنديد بها حرصا على كرسي الزعامة والقيادة...
الاقصى ينادي ويناشد... الاقصي يستغيث ويتوسل... الاقصى ينزف دما في ظل تجاهل عربي سافر... أين العرب أين النخوة العربية؟ أين حامي المقدسات الاسلامية والمسيحية؟ أين المطالبين للقيادة الفلسطينية بعدم التنازل عن القدس؟ أين المدعين بأن القدس ليست فلسطينية بل عربية وإسلامية؟ أين موقعي معاهدات السلام مع إسرائيل؟ أين المؤسسات الدولية والعربية والاسلامية من القيام بواجباتها في حماية المسجد الاقصى؟
لا نريد هجوما عسكريا لا نريد حرب إبادة لا نريد ولا نريد - لأنني لا أعتقد أن أي زعيم أو قائد عربي يستطيع حتى التفكير بذلك - نريد فقط التنديد والاستنكار والاعتصام والتظاهر للتعبير عن الرفض للممارسات الاسرائيلية... نريد وقف المباحثات سحب السفراء قطع العلاقات ولكن يبدو أن اسرائيل أصبحت تسيطر حتى على القادة العرب وهم في عقر دارهم... لقد وصلنا الى مرحلة أصبحنا نخجل أن نقول فيها أننا عرب بل أصبحنا نخشى أن نقول نحن مسلمين بسبب هذا الانحطاط العربي الذي أوصلنا إليه صمت قادتنا وتجاهلهم لما تتعرض له المقدسات الاسلامية... الاقصى في خطر... الاقصى الذي يمثل جزاء من عقيدة الايمان في العالم يستغيث... ولكن لا حياة لمن تنادي العيون أغمضت والاذن أغلقت.
اسرائيل تستغل هذا الصمت العربي فالجميع ينامون في سبات ونبات غير مبالين بما يدور داخل ساحة الاقصى... رحم الله صلاح الدين الايوبي فلو كان يعلم بهذا الموقف العربي الذي نعيشه اليوم لما ضحى ولما ناضل من أجل الاقصى ولتركه للاعداء سفكا للدماء والارواح... ولكن يبدوانناالفلسطينيين سنتحمل المسؤولية لوحدنا ونثبت للعالم المتخاذل أنناوحدنا من يستطيع الوقوف في ظل المخططات الاسرائيلية ومواجهتها حتى وإن تطلب الامر التضحية بكامل أبناء الشعب الفلسطيني والذي اعتقد ان هذا ما يريده القادة العرب التضحية بالشعب الفلسطيني لإحلال السلم وتوقيع اتفاقيات السلام مع الاسرائيلين والارتماء في أحضان اسرائيل.
واخيبتاه من أمة عربية شعارها الصمت والخوف والذل في وقت كان فيه الفلسطينيين أحوج اليهم من أي وقت مضى ولكن الايام ستثبت أن الفلسطينيين سيواجهون الرشاشات والدبابات والمدرعات وحتى الطائرات الحربية بصدورهم وبأرواحهم ليس للدفاع عن المسجد الاقصى فقط بل للحفاظ ولو على جزء بسيط من شرف الامة العربية الذي يكاد يكون معدوما تجاه ما يدور في ساحة الاقصى الشريف.